إنترنت الأشياء

إنترنت الأشياء

تستيقظ من النوم فيرسل سوار الوظائف الحيوية إشارة إلى ماكينة القهوة لتعد لك مشروب الكابتشينو الصباحي الذي تحبه، ثم يرسل إشارة أخرى إلى السخان ليدفئ لك الماء لتستحم قبل الذهاب إلى العمل.

تفتح الثلاجة وتأخذ مستلزمات الإفطار لتجد الثلاجة أضافت شراء البيض والحليب إلى قائمة التسوق الخاصة بك تلقائيًا، لأنه لم يتبق هناك الكثير منهما.

تستمتع بقهوتك وإفطارك وأنت تستمع إلى الموسيقى الهادئة التي تحبها، والتي وُضعها لك مدبر المنزل الآلي بشكل تلقائي قبيل استيقاظك. ترغب برفع الصوت قليلًا فتفعل هذا من خلال إصدار أمر صوتي إلى مدبر المنزل الآلي.

تنبهك الساعة الذكية التي في يدك إلى أنه يجب أن تغادر في خلال نصف ساعة لئلا تتأخر عن العمل، فتسرع في ارتداء ملابسك ليقوم السوار الذي في يدك بفتح الجراج وتشغيل السيارة استعدادًا لمجيئك.

فور مغادرتك لباب المنزل تنطفئ الأجهزة والإضاءة غير الضرورية، ويدخل المنزل في وضع توفير الطاقة، وبعد ركوبك السيارة (في الغالب تكون أحد السيارات ذاتية القيادة) تنطلق، ويتم غلق باب الجراج تلقائيًا فور خروجها وإقفال جميع الأبواب.

عندما يأتي ميعاد عودتك من العمل، يتم تشغيل جهاز التلفاز على القناة التي تعرض برنامجك المفضل، ويتم تشغيل مكيف الهواء لضبط درجة الحرارة وفقاً للوضع الصحي الأمثل لك.

تعريف إنترنت الأشياء Internet of things

إنترنت الأشياء أو Internet of things أو اختصارًا IOT هو مصطلح حديث نسبيًا، لم يظهر إلا في عام 1999 على يد الباحث البريطاني كيفن آشتون، والذي كان حينها مجرد مصطلح افتراضي يشير إلى تواصل الآلات مع بعضها البعض.

يُقصد بمصطلح إنترنت الأشياء IOT اتصال الأجهزة المختلفة مع بعضها البعض باستخدام شبكة الإنترنت، لينجم عن هذا الاتصال تناقل المعلومات وتحليلها لتستطيع هذه الأجهزة معالجة هذه البيانات، والتعامل مع المواقف والظروف من حولها بشكل أكثر ذكاءًا.

نحن نشهد هذا اليوم -بشكل أو بآخر- بدءًا من الساعات الذكية الخاصة بأبل وشاومي، وحتى الإضاءة الذكية التي تتفاعل مع وجود الشخص في الغرفة فتضئ أو تظلم.

فإنترنت الأشياء مثله مثل الإنترنت العادي الذي نقوم باستخدامه يوميًا، ولكنه يربط الأجهزة كلها ببعضها البعض وليس فقط الهاتف والحاسوب، فتجد أن التلفاز والثلاجة والغسالة والمدفأة والسيارة جميعها مربوطة ببعضها البعض من خلال شبكة الإنترنت.

من المعروف أن البشر يتفاعلون مع العالم الخارجي وفيما بينهم من خلال الحواس الخمسة المعروفة. ولكن ماذا إذا تم منح الأشياء التي نستخدمها بصورة يومية هذه الإمكانيات من خلال حساسات وكاميرات وعلاوة على ذلك تم توصيل هذه الأجهزة بالإنترنت؟

في هذه الحالة لن يكون غريباً أن تشعر السيارة بوجودك بها، من خلال كاميرا مثلاً، فتقوم بإعطاء أمر بإقاف تشغيل الإضاءة بمنزلك (الاتصال بين إضاءة المنزل والسيارة يتم من خلال الإنترنت).

ولن يكون غريباً أيضاً أن تقوم السيارة بالاتصال بأحد شركات خدمات التوصيل، لكي تجد لك بديلاً لايصالك لمنزلك في حالة وجود عطل بها.

إنترنت الأشياء IOT يجعل هذه الأجهزة أكثر إدراكًا ووعيًا وذكاءًا، ولكن بدلًا من استخدامنا للحواس الخمسة ولعقولنا فإنها تستخدم المستشعرات Sensors وتعلم الآلة Machine Learning لتستطيع أن تؤثر وتتأثر بالبيئة من حولها بشكل أكثر فاعلية.

ومن خلال إنترنت الأشياء ستستطيع أن تنعم بحياة أقل تعقيدًا، حيث تتولي الأجهزة من حولك التعامل مع المواقف وضبط أدواتها ووظائفها وفقًا لوقتك ورغبتك الخاصة… بداية من ماكينة القهوة وحتى نظام التكييف أو التدفئة في منزلك.

لا حدود هنا للأجهزة أو “الأشياء” التي بإمكاننا ربطها جميعًا من خلال بروتوكول الإنترنت IP لتحصل على أرقام تعريف مميزة خاصة بها تستطيع من خلالها الاتصال بالإنترنت.

لذا نحن نقول إنترنت الأشياء وليس إنترنت الآلات ولا إنترنت الأجهزة، لأنه في الواقع يمكننا ربط كل شيء نستخدمه بالإنترنت حتى أواني الطهي وأرفف الثلاجة وحتى الطرق وصناديق النفايات.

يرتبط إنترنت الأشياء بالعديد من المفاهيم التكنولوجية الآخرى مثل: البيانات الضخمة Big Data، التخزين السحابي Cloud Storage، الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence، وهذا لكونه تقنية حديثة متطورة وسوف نتحدث عن هذه الأمور جميعًا داخل المقال.

ففي هذا المقال سوف نتناول كل المعلومات التي يجب عليك معرفتها كشخص غير متخصص عن إنترنت الأشياء لتستطيع التعامل مع هذه التقنية وفهمها، كما ستسهل عليك -لو أردت- الدراسة الجادة المتخصصة في هذا المجال الواعد.

تاريخ إنترنت الأشياء Internet of things

من الصعب تتبع وتحديد متى وُجد إنترنت الأشياء IOT، فبالرغم من كون المصطلح حديث وتم ذكره لأول مرة في العام 1999م من قبل الباحث البريطاني كيفن آشتون إلا أن تطبيقات كثيرة قد سبقت هذا الأمر، وأذكر منها أهم ثلاثة:

1. في العام 1982 قام العلماء في جامعة كارنيجي ميلون، والذين كانوا يعملون في طابق مرتفع بربط آلة المشروبات الخاصة بكوكاكولا بالإنترنت، وذلك لكي يعرفوا ما إذا كانت هناك علب كوكاكولا موجودة وهل هي باردة أم لا.

وهذا الأمر رغم طرافته إلا أنه يوضح كون إنترنت الأشياء يساعد الإنسان على التغلب على المشاكل التي تواجهه، والتي كانت في هذه الحالة نزول الطاقم وإيجادهم العلب ساخنة أو عدم إيجادها على الإطلاق.

2. في العام 1990 قام العالم جون رومكي بربط ماكينة تسخين خبز التوست بالإنترنت، وهذا الربط سمح له بأن يقوم بتشغيلها أو إيقافها باستخدام شبكة الإنترنت.

3. في العام 1998 قام أحد الأشخاص بربط تيار الماء الصاعد في نافورته بأسعار سهم ما يملكه، وهذا لكي يرى من خلالها صعود أو هبوط قيمة هذا السهم.

بالرغم من أن هذه التواريخ والتطبيقات تُذكر كأنها علامات مضيئة في تاريخ التقنية، إلا أن التاريخ الأبرز والأهم هو العام 2008 الذي يعتقد العلماء أنه تاريخ ولادة إنترنت الأشياء، ويرجع هذا لكون العام 2008 هو العام الذي تساوت فيه أعداد البشر مع أعداد الأجهزة المتصلة بالإنترنت للمرة الأولى في التاريخ.

البشرية لن تقف عند هذا الحد إذ يُتوقع أن تزداد عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت لتصل إلى 75 مليار جهاز في العام 2025، ومن يعلم ماذا سيحدث بعد هذا خاصة ونحن في عصر الثورة المعلوماتية والبيج داتا.

كيف يعمل إنترنت الأشياء (شرح Internet of things)

 

الكيفية التي تعمل بها أجهزة إنترنت الأشياء IOT سهلة وبسيطة للغاية نظريًا، فهي عبارة عن جمع البيانات ومن ثم نقلها من خلال الشبكة، وبعد ذلك مراجعتها والتفاعل معها وعرضها في واجهة مستخدم سهلة وبسيطة.

وسوف نتحدث بشكل أكثر تفصيلًا عن مراحل عملها:

المرحلة الأولى: جمع البيانات من الأجهزة والمستشعرات

في هذه المرحلة تقوم الأجهزة أو المستشعرات Sensors المدمجة بها بجمع البيانات من البيئة من حولها، وهذه البيانات قد تختلف باختلاف نوع هذه المستشعرات، فهناك تنوع كبير للمستشعرات سواء الخاصة بالحرارة أو الصوت أو الضوء أو مستشعرات الضغط والرطوبة…. الخ.

من الممكن حساب هاتفك المحمول ضمن هذه الأجهزة، فهو أيضًا لديه عدد من المستشعرات القادرة على جمع وتمييز البيانات ونقلها، ولكن عادة ما تكون أجهزة إنترنت الأشياء أكثر تخصصًا وتركيزًا من هاتفك المحمول.

قد تكون مخرجات هذه العملية مختلفة للغاية، فهي قد تكون معقدة أو بسيطة، وقد تكون مجرد أرقام توضح درجات الحرارة أو الضغط الجوي، وربما تكون عبارة عن صور أو مقاطع فيديو حسب الحاجة.

المرحلة الثانية: ربط الأجهزة ببعضها البعض

جميع البيانات التي تم جمعها من خلال الأجهزة والمعلومات يتم إرسالها عبر شبكة الإنترنت إلى السحابة الإلكترونية، والتي تقوم بتخزينها ومعالجتها وتنظيم نقلها إلى الأجهزة الأخرى وفقًا لبروتوكول معين.

هذه المرحلة تُعد أهم مرحلة لكونها تؤثر على بقية المراحل، وتؤثر على سلامة العملية وكفاءة وفعالية إنترنت الأشياء. كما أنها سبب أيضًا لأكبر نقدين على إنترنت الأشياء؛ وهما إمكانية تعرضها للاختراق، وتعقيد عملية الاتصال بين الأجهزة وبعضها البعض.

المرحلة الثالثة: معالجة البيانات

تتم في هذه المرحلة القيام بمعالجة البيانات التي تم جمعها من قبل المستشعرات وتخزينها من قبل السحابة، وهذه هي الخطوة الفعالة التي تفهم الآلة أو الجهاز من خلالها معنى هذه البيانات.

هذه المرحلة هي أيضًا المرحلة التي تحدد مدى ذكاء هذه الأجهزة، حيث كلما استخدمت تقنيات متطورة أكثر ذكاءًا كتعلم الآلة Machine Learning و التعلم العميق Deep Learning و الشبكات العصبية الاصطناعية Artificial Neural Networks كلما كانت أذكى، وأكثر قدرة على إدراك البيئة من حولها بنجاح.

المرحلة الرابعة: التفاعل وواجهة المستخدم

في هذه المرحلة يتم تحويل البيانات والمخرجات إلى شكل يمكن تقييمه وفهمه من قبل المستخدم؛ سواء كانت هذه الطريقة من خلال تطبيق أو من خلال رسائل نصية أو تنبيهات أو غيرها.

وفي كثير من الأحيان لا تقوم واجهة المستخدم هذه بإطلاع الإنسان فقط بما فعلته أو ستفعله، بل ربما ستعرض عليه المعطيات وتجعله يختار من بين عدة خيارات.

من أجل تسهيل هذه المراحل الأربعة يمكننا تطبيقها من خلال أدوات إنترنت الأشياء التي يستخدمها المزارعون في المزارع الحديثة.

إذ أن هناك مستشعرات ذكية في الأراضي المزروعة تقيس جفاف التربة، تقوم هذه المستشعرات بإرسال البيانات التي تجمعها كل 6 ساعات إلى السحابة لكي تقوم الأخيرة بتخزينها، هذه البيانات عادة ما تعبر عن حالة التربة إن كانت مروية أم لا.

بعد تخزين هذه البيانات على السحابة تقوم خوارزمية أو شبكة عصبية اصطناعية بتحليلها لتخرج بنتيجة إن كانت هذه التربة تحتاج أو لا تحتاج إلى أن يتم سقيها.

لتقوم بعد ذلك بإرسال النتائج إلى تطبيق بهاتف المستخدم يخبره بالنتيجة، ويخيره من بين أن يروي تلك النباتات أم لا، فإذا اختار هذا المزارع أن يروي الأرض تعمل فورًا عدة أجهزة من أجهزة إنترنت الأشياء الموجودة في الأرض والمتصلة بمصدر للماء بري هذه النباتات.

مكونات إنترنت الأشياء

1. أي شيء (جهاز منزلي مثلاً) يحمل خواص وإمكانيات متقدمة

كسيارة مثلاً بها قدرة ميكانيكية وهيكلية قادرة على تنفيذ المهام المطلوبة مثل فتح الأبواب بصورة آلية، أو نوافذ مصممة وبها الإمكانيات الهيكلية والميكانيكية بحيث يمكن غلقها بصورة آلية.

الجدير بالذكر أن عالم إنترنت الأشياء يمكنه أن يطول أي شيء وأي جهاز طالما هذا الشيء أو هذا لجهاز به الخواص والإمكانيات التي تسمح بدمجه في عالم إنترنت الأشياء.

2. حساسات وكاميرات متقدمة قادرة على استقبال البيانات الدقيقة

جزء هام جداً من عالم إنترنت الأشياء يقوم على استقبال البيانات ، وهذا من أجل تحليلها ومن ثم الخروج بالنتائج أو المخرجات التي تعود في النهاية على تحسين حياة المستخدم أو توفير وقته.

لذا يتوجب وجود أجهزة وأدوات قادرة على استقبال البيانات هذه من أجل ارسالها للحليل، مثل درجة الحرارة، والبيانات المرئية والصوتية، وكشف ومسح الأبعاد المكانية…الخ.

هذا أيضاً يتضمن رقائق ذكية قادرة على استقبال البيانات من خلال اللمس.

3- إعطاء الشيء إمكانية الاتصال بالإنترنت

هذا ينقسم إلى شقين:

الشق الأول: أجهزة ذكية صغيرة يمكنها أن تقوم بدور الكمبيوتر من الناحية التقنية Hardware.
الجدير بالذكر أن هناك على الساحة الآن أكثر من شركة تقوم بتصنيع وبيع هذا النوع من الأجهزة، وعلى رأسها شركة تسمي Arduino

الشق الثاني: فهو الاتصال بشبكة الإنترنت وفقا لبرتوكول IP Address، ولمن لا يعرف بروتوكول IP هو عبارة عن عنوان يتم إعطاءه لكل جهاز متصل بالإنترنت.

وهذا مهم جداً جداً في عالم الشبكات، لأنه الوسيلة أو الآداة التي يُبنى عليها تحديد مسار البيانات بين الأجهزة المتصلة بالإنترنت وبعضها.

4. برمجة وتطبيقات خاصة لضبط وإدارة الأشياء من خلال الإنترنت

لدينا الشيء وبه الحساسات والكاميرات (التكنولوجيا الذكية)، ولدينا الآن إمكانية الاتصال بالإنترنت. لكي تكتمل الحلقة لابد من وجود برنامج أو تطبيق Software or Application. وظيفة البرنامج هنا هي التحكم والإدارة، لضبط وتنظيم الأوامر الخاصة بهذا الجهاز، وكيفية تفاعله مع غيره من الأجهزة.

بالطبع تعمل هذه التطبيقات وفق برمجة معقدة يتخللها الذكاء الاصطناعي.

الجدير بالذكر هنا أن شركة Arduino التي تم ذكرها بالأعلى، كما هي رائدة في صناعة Internet of Things من ناحية Hardware، فهي أيضاً رائدة في مجال Software الخاص بإنترنت الأشياء.

في نهاية هذه النقطة أود التنوية لشيء مهم وهو، أنه ليس عليك لكي تبدأ في استخدام تكنولوجيا إنترنت الأشياء، أن تمتلك نظاماً كاملاً لمنزلك وعملك ونظامك الصحي، ولكن يمكنك استخدام هذه التكنولوجيا في أضيق الحدود أيضاً وبتكلفة بسيطة نسبياً.

على سبيل المثال هناك الأن اقفال للأبواب تعمل بتقنية إنترنت الأشياء، يمكنك شراءها وتركيبها بمنزلك، وهناك تطبيق يتم تنزيله على تليفونك المحمول هو بمثابة مفتاح أو وحدة التحكم في القفل.

يمكنك فتح باب منزلك لأحد أصدقاءك وأنت في طريق عودتك للمزل مثلاً، ويمكنك أيضا مشاركة إمكانية فتح الباب، مع من تريد من أصدقاءك واسرتك.

والشيء الرائع هنا أنه يمكنك في أي وقت لاحق، إضافة جهاز جديد بتكنولوجيا إنترنت الأشياء وربطه بقفل بيتك، وهكذا إلى أن تقوم ببناء شبكة إنترنت الأشياء خاصتك بشكل كامل.

استخدامات إنترنت الأشياء Internet of things

يمكن استخدام تقنية إنترنت الأشياء IOT في جميع المجالات تقريبًا؛ فأي مجال يستخدم الأدوات والأجهزة -كل المجالات- يمكن إدخال هذه التقنية فيه، ولذا فإن هناك مئات وآلاف المجالات التي يتم استخدام إنترنت الأشياء فيها، وعلى رأسها:

1. مجال الصحة

مجال الطب والرعاية الصحية قد لاقى رواجًا كبيرًا لتقنية إنترنت الأشياء، لأن من خلاله تستطيع توفير رعاية صحية أعلى جودة وكفاءة سواء للمرضى أو للمعافين، ومن أشهر الأمثلة على هذا الساعات الذكية التي تقيس ضغط الدم ومعدل ضربات القلب وأسلوب النوم لدى الأفراد.

بالفعل قد ساهمت هذه الساعات الذكية في إنقاذ عدد كبير من الأرواح على مدى السنوات الماضية، وذلك لكونها تستطيع طلب الإسعاف عند تحسسها حالة طبية طارئة لدى مرتديها.

هناك أدوات أكثر تقدمًا تُستخدم الآن في المستشفيات مثل مضخة الأنسولين، وأجهزة مراقبة القلب التي تستطيع مراقبة الحالة الصحية للإنسان والتدخل في الوقت الصحيح لإنقاذه أو لتحسين حياته.

وفي المستشفيات كذلك تساعد تقنية إنترنت الأشياء IOT على ربط كل الأجهزة الصحية ببعض ما يسمح بتسهيل عملية متابعة المرضى، والتدخل السريع خاصة لو كان المريض في غرفة العناية المركزة أو ما شابه.

2. مجال الأدوات المنزلية والمنازل الذكية

لا يمكن الحديث عن إنترنت الأشياء IOT بدون الحديث عن المنازل الذكية، وعن استخدام هذه التقنيات الحديثة في أتمتة المهام المنزلية التقليدية أو على الأقل متابعة أحوال المنزل وكل الأدوات بداخله.

وربما من أشهر الأفكار والتصورات عن إنترنت الأشياء هو كونه وسيلة لربط كل أجهزة وماكينات البيت بشبكة واحدة وعقل ذكي- كما رأينا في الفيديو بالأعلى.

بجانب هذه الفوائد التقليدية والمعروفة فإن إنترنت الأشياء كذلك يساعد على توفير وترشيد استهلاك الطاقة من خلال مراقبة عمل الأجهزة والإضاءات والمكيفات وغيرها.

3. مجال النقل والمواصلات

تخيل معي طرق ذكية وسيارات ذكية وأماكن ذكية لركن السيارات، حسنًا هذا هو الحلم والهدف الأساسي لتقنية إنترنت الأشياء IOT فيما يخص مجال النقل والمواصلات.

فهذه التقنية تهدف للتقليل أو الحد من حوادث الطرق، بالإضافة إلى جعل رحلات السيارة أكثر سرعة وفعالية وبالطبع أمانًا.

وليس هذا فقط بل من خلال إنترنت الأشياء قد تم التوصل إلى الوسيلة الأحدث من وسائل التوصيل وهي الدرونز أو الطيارات المسيرة التي تستطيع التصوير أو نقل الطرود أو الوجبات.

4. مجالات الصناعة والزراعة

قد لاقت الصناعات المختلفة تطورات هائلة بفضل تقنية إنترنت الأشياء IOT، حيث أصبح المصنع يعمل بشكل أوتوماتيكي بالكامل من خلال ربط ماكينات وآلات التصنيع ببعضها البعض، ووضع الإنسان كعامل مراقب فقط لا غير.

أما في مجال الزراعة فباستخدام تقنية إنترنت الأشياء تستطيع بكل سهولة أن تزرع النباتات في منزلك من خلال عمل مناخ مصغر يناسب احتياجات النباتات الصغيرة خاصتك.

لإنترنت الأشياء IOT فائدة أكثر بكثير في الزراعة واسعة النطاق؛ حيث من الممكن أن تساعد المزارعين في متابعة التغيرات التي تحدث في التربة وفي النباتات من جفاف أو تغير مكوناتها وازدياد حامضيتها أو قاعديتها، وهذا سيساعد المزارعين على التدخل بسرعة وإيجاد حلول بأسرع وقت.

وهذا كله ليس إلا غيض من فيض مما تفعله وستقوم بفعله تقنية إنترنت الأشياء في المستقبل.

مميزات وعيوب إنترنت الأشياء Internet of things

أولاً مميزات إنترنت الأشياء Internet of things

تقنية قوية مثل إنترنت الأشياءIOT لها بلا مبالغة المئات من المميزات التي تستطيع تحسين حياتنا، ومن أهمها:

1. أتمتة كل ما يمكن أتمتة

ستساعدنا تقنية إنترنت الأشياء على جعل كافة المهام الدورية والروتينية تتم بدون تدخلنا وبدون أي أخطاء، وهذا ما سيوفر نمط حياة مريح للبشر، كما سيساعد الأفراد على أن يصبحوا أكثر إنتاجية.

2. توفير الكثير من الوقت

استخدام تقنية إنترنت الأشياء ستساعد البشرية على توفير مليارات الساعات يوميًا بلا أي مبالغة، وذلك من خلال أتمتة كافة المهام الروتينية التي يقوم بها الإنسان عادة مما سيساعدنا نحن البشر على التركيز على الأشياء المهمة أو تخصيص أوقات الفراغ للراحة أو للاستمتاع.

مثلاً؛ كم ساعة يتم هدرها شهرياً لفتح وقفل جرارج سيارتك؟ بوجود إنترنت الأشياء مهام مثل هذه سوف يتم آداءها بصورة آلية معدة مسبقاً لتوفر لك ساعات من الوقت كل شهر.

3. تقليل استهلاكنا للطاقة

من خلال مراقبة والتحكم بجميع الأدوات والأجهزة سواء المنزلية أو غيرها سوف يمكن توفير كميات مهولة من الطاقة خاصة تلك المتعلقة بالإضاءة أو بالإهمال البشري، وبجانب تقليل استهلاكنا للطاقة ستساهم أيضًا بتقليل النفقات بشكل معقول والحد من الفاقد.

4. الحد من الحوادث والمشاكل الصحية

باستخدام تقنية إنترنت الأشياء IOT في النقل والمواصلات وقطاع الصحة سيزداد معدل أعمار البشر، كما ستقل معدلات الوفاة من الحوادث والمشاكل الصحية بدرجة كبيرة.

5. توفير الكثير من البيانات

البيانات هي نفط القرن الواحد والعشرين، ولذا فأن مجرد توفير البيانات سوف يساهم في خلق موجة قوية للغاية من التحسين والتطوير سواء من جهة الخدمات أو المنتجات، بالإضافة إلى أنه سيساعد على التخصيص لكل فرد حسب سلوكه ونشاطاته وعاداته.

6. الأمان والحماية

كون كل شيء مراقب سوف يمنحنا نوعًا من الإحساس بالأمان، كما أنه سيقلل بشكل كبير من نسب حدوث الجرائم أو حتى يمحيها تمامًا… عدا بالطبع الإلكترونية منها. والأمان هنا لا يقصد فقط الأمان من الأذى والجرائم بل أيضًا الأمان والحماية من الحوادث والمخاطر.

ثانياً عيوب إنترنت الأشياء Internet of things

كما أن لتقنية إنترنت الأشياء الكثير من المميزات فإن لها كذلك عدد كبير من العيوب التي البعض منها تُعد -برأي المتخصصون- عيوب قاتلة إن لم يتم استدراكها والتعامل معها، ومن هذه العيوب:

1. انعدام الخصوصية

بوجود جميع هذه الأجهزة التي تراقب وتقيس وتتحكم بالبيئة التي نعيش فيها سوف يصبح من الصعب للغاية الحفاظ على الخصوصية والأمان، فكل شيء مراقب ويتم تسجيله بالتفصيل الممل.

2. تغير الطبيعة البشرية

قد يؤدي التعامل المفرط مع هذه التقنية إلى حدوث تغيرات جذرية في الطبيعة البشرية من ناحية السلوك والجوانب النفسية، كما ستتغير تصرفات الإنسان وفقًا لمدى تطور هذه التقنية.

يتوقع علماء النفس والسلوك أن يصبح الإنسان باردًا عاطفيًا، وأن يفقد القدرة على الشعور بالغير تدريجيًا نتيجة التعامل المطول مع الآلة… مما سيدخله في حالة من البلادة الشعورية.

بجانب هذا سيؤدي كثرة استخدام هذه الآلات أيضًا إلى الاعتماد عليها بشكل كلي، وفقدان بعض المهارات التي نعتبرها أساسية اليوم، وترك هذه المهام للآلة لتتولاها بشكل كامل ما سيعني عجزنا عن القيام بها في حالة تعطل الآلة.

3. الاختراق وسرقة البيانات

من أخطر المشاكل التي تواجه إنترنت الأشياء كونه عرضة للاختراق أو سرقة البيانات مما سيكلف الشخص خسائر فادحة، كما أنه سيسرب عنه معلومات دقيقة للغاية.

هذه المعلومات الدقيقة تجعل الأمر كما لو أن هذا المخترق اخترق الإنسان ونفسيته وليس الجهاز فقط، ولكن تقنية أخرى قد تنقذنا من هذا المأزق وهي تقنية البلوك تشين.

4. فقدان الملايين من الوظائف

الاستخدام الشامل لإنترنت الأشياء سوف يساهم في خسارة الملايين من الأشخاص لوظائفهم مما سيتسبب في تأثيرات اقتصادية كبيرة ومعقدة، ولكن لحسن الحظ يخبرنا علماء الاقتصاد بأنه كذلك سيخلق الملايين من الوظائف الأخرى.

5. التعقيد

كون إنترنت الأشياء IOT معقد كل هذ التعقيد يؤدي إلى صعوبة في التعامل مع الأخطاء أو الثغرات، وهو ما قد يجعل الثغرة الواحدة مميتة أو قاتلة، كما أن عملية البناء والصيانة لأنظمة إنترنت الأشياء سيكون صعبًا للغاية من الناحية التقنية.

التحديات التي تواجه إنترنت الأشياء Internet of things

بالرغم من التطور والتقدم الذي سنجنيه عند تطوير تقنية إنترنت الأشياء IOT ونشرها في كوكبنا الأزرق الصغير، إلا أن هناك عدد من التحديات والعراقيل التي تجعلنا مهمتنا هذه صعبة بعض الشيء.

ويمكننا تلخيص هذه العراقيل في 6 نقاط فقط، وهي:

1. التعقيد الكبير لأنظمة وبيئات إنترنت الأشياء

يقسم الخبراء بيئة إنترنت الأشياء إلى أربعة عناصر أساسية، وهي:

1. المعدات: هي عبارة عن العنصر المادي من إنترنت الأشياء، وهي تتكون من الحساسات والأجهزة الدقيقة والشبكات.

2. البرمجيات: هي الجزء غير المادي الذي يهتم بتخزين البيانات الآتية من المعدات ومن ثم معالجتها، وهي تتكون من التطبيقات والخدمات السحابية والمنصات ومشغلو الاتصالات والشبكات.

3. الخدمات والعمليات: عبارة عن المخرجات التي تتعامل مع البيانات والظروف التي يتحكم بها إنترنت الأشياء، وهي عبارة عن تحليل البيانات والتكامل بين الأجزاء المختلفة بجانب الأمن السيبراني والخدمات التقنية والإدارية.

4. القوانين: هي التشريعات التي تتحكم بالتعاون بين هذه الأجزاء المختلفة في بيئة إنترنت الأشياء، وهي تتكون من المعايير القياسية والبروتوكولات والتحالفات والمجموعات الصناعية والمشرعون والحكومات.

كما لاحظت فأن هناك الكثير من التعقيد الناجم عن ضرورة وجود تنسيق فعال بين عدد كبير من الأطراف… سواء من ناحية مقدمي الخدمة والحكومات والمشرعين بالإضافة إلى المستخدمين.

خاصة كون هناك العديد من التغيرات المستمرة والتحديثات في هذه البيئة، وهو ما يتطلب وجود هذا التنسيق الفعال بين الأطراف سواء لتحسين الخدمة أو من أجل إدراك الأزمات أو حتى الصيانة.

2. البنية التحتية المتطورة

يتطلب التطبيق الشامل أو الفعال لتقنية إنترنت الأشياء IOT توافر بنية تحتية متطورة قادرة على استيعاب متطلبات هذه التقنية.

وهذا لكي تتمكن البنية التحتية من توفير قدرات تسمح باتصال جميع هذه الأجهزة مع بعضها البعض، بالإضافة إلى التحكم والقدرة على التعامل مع هذا الكم الكبير من المعلومات المتدفقة من وإلى أجهزة إنترنت الأشياء.

3. أمن المعلومات والأنظمة

واحدة من التحديات الكبيرة التي تواجه إنترنت الأشياء هي الأمن السيبراني أو أمن المعلومات والأنظمة، لأن هذه الأجهزة سوف تتحكم بكثير من نواحي حياتنا الهامة كما سيكون لها دور في قطاعات الصحة والصناعة… مما سيجعل أقل مشكلة أو خطأ مكلفين للغاية.

يتم الآن الدمج بين علوم الأمن السيبراني وإنترنت الأشياء IOT، وذلك بهدف منع أي ضرر خارجي من إصابة هذه الأجهزة أو التحكم بها أو حتى الولوج إلى المعلومات التي تخزنها… تمامًا كما يحدث مع الحواسيب وأجهزة الهاتف المحمول التي نملكها.

4. أثر إنترنت الأشياء على المجتمع البشري (الأثر الاجتماعي)

إنترنت الأشياء هو عامل مهم من الثورة الصناعية الرابعة التي ستغير العديد من نواحي حياتنا إلى الأبد، وهو ما سيؤثر على تقبل المجتمع البشري لهذه التقنية.

فعلى سبيل المثال؛ هذا التحول الرقمي سيؤدي إلى فقدان الملايين من الوظائف واختفائها إلى الأبد، وهذا سيؤدي إلى حدوث عواقب اقتصادية مثل تلك التي حدثت في الثورات الصناعية السابقة.

يقول الخبراء أنه كما سيؤدي إنترنت الأشياء إلى فقدان الملايين من الوظائف سيؤدي أيضًا إلى خلق الملايين من الوظائف المختلفة، ولكن هذا سيتطلب تعلم الذين فقدوا وظائفهم مهارات جديدة مطلوبة في أسواق العمل.

وبمناسبة التحدث عن المهن والمهارات الجديدة المطلوبة، فإن المتخصصين يقولون بأن هناك تخصصات معينة مزدهرة في عصر إنترنت الأشياء.

وهذه التخصصات أو المجالات هي:

  1. علم تحليل البيانات Data Analysis.
  2. الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence.
  3. البرمجة Programming.
  4. الأمن السيبراني Cyper Security.
  5. التصميم UX & UI Design
  6. برمجة تطبيقات الهواتف المحمولة Mobile Development.
  7. هندسة الإلكترونيات Hardware Engineering.
  8. هندسة الشبكات Networking Engineering.

5. التوافق بين الأنظمة والمنصات المختلفة

وجود العديد من الأنظمة والمؤسسات التي تعمل عليها تقنية إنترنت الأشياء سيجعل من الصعب -في البداية- تحقيق التكامل والاعتمادية المطلوبة، ولكن يرجح المتخصصين أن تندمج الشركات أو تخلق بيئة مشتركة فيما بينها في القريب العاجل.

هذا الأمر مهم لكونه يتعرض لجزء هام للغاية من إنترنت الأشياء، وهو اتصال جميع الأجهزة مع بعضها البعض وعملها جنبًا إلى جنب.

6. التشريعات والقوانين المختلفة المطلوبة

التحدي الأخير الرئيسي الذي يواجهنا هو الحاجة إلى تشريعات وقوانين تنظم صناعة واستخدام هذه التقنية الهامة، وهذا الأمر بالتحديد يشكل مأزقًا لصناع القرار والمشرعين، خاصة وأن عليهم ابتكار قوانين لشيء لا يعلموه ولا يدركوا كافة جوانبه حتى الآن.

الخاتمة

كل شيء جديد يتم اكتشافه هو حلقة في طريق تطورنا كبشر، ربما يكون هذا تطور ناحية الرخاء والازدهار، أو تطور ناحية جعلنا مجرد آلات عديمة الإنسانية… النتيجة هنا تتوقف على طبيعة استخدامنا لهذا الشيء.

أيضاً كل شخص على حدا يمكنه بطريقة استخدامه أن يجعل من الشيء مفيد أو ضار، ولكن هذا بالطبع لن يعوقني من مشاركة كل ما هو جديد معكم دائماً، فأنتم تستحقون المعرفة.